بداية لا ولن يستطيع أحد إنكار أهمية وأفضلية التسويق بشكل عام في إحداث تغييرات جذرية في مسيرة الشركة أو المنتج ، بل ويعد من الأسباب الرئيسة لتحقيق النجاح والاستمرارية. على الرغم من أن بعض العقول الإدارية -للأسف- ما زالت تعتقد بأن صرف ميزانية خاصة للتسويق ما هو إلا مضيعة للوقت وهدر المال بلا معنى ، ونقول لهذه العقول مع وافر الاحترام والتقدير بأن نظرتكم خاطئة وغير صحيحة ، ولو تكرمتم بقراءة بعض قصص النجاحات لكبريات الشركات العالمية ، سيتضح لكم بسهولة دون عناء ، بأن سر نجاحهم وتفوقهم اعتمد بشكل كبير على إدارة حملات تسويقية منظمة ومدروسة ومخططه.

من خلال تجربتي الشخصية وخبرتي المتواضعة أمام الكثير من العقول المفكرة ، أستطيع القول ما لم أجزم بأن “مواك المستقبل” من أهم الأسباب لفشل وسقوط الكثيرين ، وقد يستغرب البعض بل ويستنكر جملة “مواكبة المستقبل” . جازمين بأن المستقبل هو في علم الغيب ولا يمكن التكهن به. وأود هنا توضيح نقطة مهمة لذوي العقول النيرة عن طريق ذكر بعض الأمثال والتي أعتقد بأن الكثيرين منا عرفها سابقا:

من منا لم يشاهد أجزاء من أفلام أو مسلسلات الفضاء؟ من منا لا يذكر أفلام الكارتون المتعلقة بالفضاء أو الأرض؟ فقبل عشرات السنين لو ذكرتم بأن هناك جسم حديدي سيطير في السماء وينقل البشر من مكان إلى آخر بسرعة غريبة ، لوجدتم استهجان الأغلب من الناس من هذه المعلومة بل وتكذيب القائل ووصفه بالجنون ، ولو ذكرتم بأن هناك من يستطيع أن يعلم ما يحدث في شرق الأرض وهو يعيش في غربها ، لوصفتموه بالغباء والجنون أيضا.

“مواكبة المستقبل” هي أن نستخدم العقل والإبداع والتخطيط للاستعداد لما سيصل إليه العلم غدا ، وليس توقع أو التحدث بالغيب ، فهناك فعليا من يعيشون بيننا ولكن يعيشون مستقبلنا ، فالتقدم العلمي والتكنولوجي وصل عندهم قبل عشرات السنين من وصوله إلينا لذلك هم يعيشون مستقبلنا ونحن وصلنا إلى ماضيهم. والسر الذي جعلهم يصلون ويعيشون المستقبل هو:

التفكير خارج الصندوق

في عملية التسويق يجب أن نفكر خارج الصندوق ، ونسعى دائما للوصول إلى وسائل وطرق تختلف عن الغير ، وتجعل “التميز” أسلوب نسعى إليه لندركه ، وهنا نشير بالذكر وصول التكنولوجيا إلى ما يسمى “التسويق الإلكتروني”. فحياتنا لم تعد كسابق عهدها ، ومجريات الأمور لم تعد كما كانت سابقا ، مع التقدم العلمي والانتشار التكنولوجي العالمي ، ظهرت وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة ، وظهرت العديد من التطبيقات الذكية المنتشرة حاليا ، وأصبح التسويق الالكتروني من أهم الطرق بل أول الطرق والوسائل للانتشار والتعريف بالشركة أو المنتج ، وهنا نعود ونشير إلى إخواننا الذين قلنا بأنهم ما زالوا يعتقدون بأن التسويق مضيعة للوقت والمال ، ونقول لهم : أخرجوا خارج الصندوق ، وعليكم مواكبة المستقبل إذا ما رغبتم بالاستمرار أو النجاح والتقدم.

وهنا نستطيع القول بأن أساليب ووسائل التسويق الالكتروني يجب أن تكون مميزة وبأفكار جديدة وملفتة ومدروسة ومنظمة ، لتحقيق نتائج مرجوة تقود الشركة أو المنتج للنجاح ، ولا ننسى بأن هناك نظريات علمية وأبحاث ودراسات للقيام بالأمور ولن تكون عشوائية بالطبع ، ونسترجع محور هام جدا وجوهري في علم الإدارة والذي لا يخفى عن الكثيرين بالتأكيد وهو (التخطيط – التنظيم – التوجيه – الرقابة) هذه الأسس والمنظومات الإدارية العالمية والمتفق عليها بدون نزاع أو خلاف.

فعلينا أن نسير بعملية التسويق الالكتروني في هذه الخطوات لضمان النجاح والاستمرار بالتقدم ، وليس العشوائية والتخبط ، الحمد لله ، لدينا الكثير من العقول والدراسات والنظريات والمتخصصين في هذا المجال ، وهناك العديد من الكتب والمقالات التي تساعد من يحتاج ليواكب المستقبل ، والخروج من قوقعة الأمس ،  وتتوفر تلك الكتب القيمة ، والدراسات الإبداعية ، والمقالات الرائدة ، لمن يريد التفكير خارج الصندوق.

أخيرا وليس آخرا

مواكبة المستقبل ليست بالأمر المستحيل ، وليست غاية صعبة المنال ، ولكن علينا اتباع الوسائل الصحيحة والمدروسة والمنهجية ، والحقيقة المؤكدة التي أستطيع الجزم وتأكيد حدوثها هي:

“ليس الفشل أن تسقط ، ولكن الفشل أن لا تستطيع النهوض من السقوط”

Anwar Atyani